دقت أثنتا عشر دقة معلنة إنتصاف الليل وأنا غائب عن الوعي بعيد بوجداني عن الدنيا في مكان ما بين السماء والأرض عندما أنام وتخمد أنفاسي المشتعلة التي مابين قلبي وعقلي أخلد الي جنة أحلامي وأطمئن لأني بعيد عن الواقع. هناك سوف أجد أناس أخريين سأتحدث اليهم وسيتحدثون الي سنلهو قليلا فساعة الصبح آتية لاريب فيها. غير أني في هذه الليلة طال حلمي ولم أرجع ولن يصبح عليا الصباح وإنتقلت الي مكان أخر في أعلى السماء وهناك وجدت كل أحبابي الذين إشتقت الي رأيتهم من بعد غياب طويل ولقيت أيضا حبيبتي التي طال إنتظارها لي و نظرات عيناها تلومني لما تأخرت. أدركت ساعتها أني بعيد عن الأرض بكثير وتذكرت أول يوم لي في الدنيا حينما ولدت وكنت أصرخ بأعلى صوتي وانا أغمض عيني بإتساع لأني لا أريد أن أرى كل شيء يغير فطرتي التي خلقني عليها ربي ولكن عبثا مرت الأيام سريعا من رضيع لطفل لصبي الي شاب الي رجل تعلمت أشياء كثيرة كلها لا تلزم الا لعيشي على الأرض ونسيت أن أعلم علم الآخرة. كان لابد أن أعلم علم الحياة ايضا لكي أعيش بمعاير الطبيعة. لم أكن لماحا لأدرك أن اللعبة سوف تنتهي قريبا .كنت ساذجا لحد أني إعتقدت أنه لايمكن تغير الكثير وأن أصبح علي صباح ربما لأمسي في جوف الأرض. أذا ما العبرة في أن تنتهي أيامي دون السعادة التي أنشدها ولماذا إنتهت سعادتي بعيدا عن الدنيا.
وفجأه أجد نفسي في نفس المكان الذي اعتدت أن أنام فيه وعندما أدركت أني مازلت حيا شكرت ربي أذ مازال هناك أمل ورحت اتفقد أغراضي وحاجاتي وأستعرض الأرقام على هاتفي الجوال الذي فجأت بعشرة محاولات للإتصال بي من رقمين مختلفين. رقم لزميل والأخر لا أعرفه وعندما إتصلت بهذا الرقم سمعت الرسالة المسجلة "الرقم الذي تحاول الإتصال به غير متاح حاليا من فضلك حاول الإتصال في وقت لاحق" . أحدهم يحاول الإتصال بي ولكن من هو الشخص الذي كلما يرد أن يتحد ث الي لا يجدني لأني نسيت وأغلقت تنبيه الهاتف الجوال. هل هو نفس الشخص الذي أحاول الإتصال به ولكني لا أعرف لأن رقمه ليس معي. هذا اللغز المحير الذي لم أستطيع حله كالإتصال في نفس هذا اليوم بالذات في هذه الساعة بالذات. أخشى أن يكون هذا الشخص هو الشخص الذي أخاف أن أقابله. اني أرى شبحه في أحلامي واسمع ما يقوله لي ولكني أكذب كل ما أرى أو أسمع كل هذا أهون علي أن أصدم برؤيته كواقع لا أستطيع أن أهرب من نظراته الغريبة أني أشعر أنه يلاحقني في كل مكان ويجعلني التفت يمينا ويسارا لأني أشك أنه يتبعني بناظريه. ولا يكفيه هذا ولكنه أحيانا يتواصل معى روحيا ليخاطرني ويسألني وأجد نفسي أرد عليه وأن تذكرت مكروه حدث له يقع مني شيء أو يحدث لي زلة. ماذا أفعل ..
ياترى بعد كل هذه السنين سوف أراك كما إعتقدت أني سأراك صدفة وهل أستطيع أن أتحدث اليك ام ستتحدث العيون أم ماذا سيحدث ساعتها لا أدري. فقط أريد منك وأنت تراني وتشعر بي وأنا لا أراك ولا أعرف من أنت أن تفصح عن هويتك وأن تقول لي ماذا تريد مني وأنت تتبعني كظلي تذكر أني إشتقت اليك فعلا إشتقت أن أعرف من أنت وماهي حكايتك معي .. خذ كل شيء تريد أن تأخذه مني وأترك لي شيء واحد هو سعادتي.. لأن الدنيا ضاقت بي فلن يتبقي لي شيئا غير أن أعلم أنك أنت سعادتي التي هي وراء ظهري وقدر لي أن لا أراها الا أن شئت وأفصحت عن نفسك.. أعرف أيضا أنك تقرأ تلك الكلمات ولن أواعدك عند شجرة الزيتون كما تخاطرني لأني أعلم أنك لن تأتي ولن أقول لك مثلما قال شكسبير أن كنت تقرأ قبلاتي فقرأها بشفتاك ولكني أقول لك أنه حان الوقت لكي أراك لأن تقبيل شفتاك وحدها لاتكفي.
هناك تعليقان (2):
اهبط شوية يابني في التدوينات مش كله ورا بعضه كدا ، استنى شوية لما تكون صداقات تدوينية كبيرة، بلاش رعونة الشباب دي :d
أداوي نفسي بكلمات.
أزيدها عندما يزداد قلبي توهجا ند الشتاء.
إرسال تعليق