الجمعة، 5 سبتمبر 2008

الجنرال اللينبي

وحين وصل الجنرال اللينبي أثناء الحرب العالمية الأولى، واحتل فلسطين، لم تغب عن ذاكرته الحروب الصليبية، رغم أن الثورة العربية كانت حليفة لبلاده. وعند وصوله إلى قبر البطل المجاهد صلاح الدين الأيوبي، بطل موقعة حطين، قال مخاطبا له "ها نحن عدنا يا صلاح الدين."
صدق أولا تصدق اللينبي ليس بمحمد سعد الممثل المصري الكوميدي والهزلية التي رأيت بها شخصية اللمبي لا تليق بشخص الجنرال اللينبي. المشكلة لو أنك سألت اي حد عن كينونة الجنرال اللينبي أكيد سوف يشير اليك بحركات اللمبي مما يدل أن شخصية اللمبي مسيطره على الكثير من الناس بصورتها الهزلية التي رأيناها على شاشات السينما. اذا ما الفرق بين اللينبي واللمبي. الفرق كبير جدا.

ادراك الكثير من الناس لشخصية أثرت في تاريخ العروبة وهي الجنرال اللينبي أهم بكثير من تذكر شخصية اللمبي بسلوكيات العامه.
هناك مقولة يهودية مشهوره ( العرب لا يقرأون واذا قرأوا لا يفهمون واذا فهموا لا يطبقون ) واذا شاهدوا السينما ايضا لا يتعلمون.

أن الحرب التي تتعرض لها الأمة حاليا لا تستهدف احتلال الأرض ونهب الثروة فقط، بل إلى التعدي على الذاكرة، لسبب بديهي ومنطقي هو أن الذاكرة هي خط الدفاع الأول للأمه فأن لم نذكر ما حدث في الماضي فسوف نتهاون في حقوقنا غدا. لاتدري كثير من الأجيال الشابه دماء الأجداد التي ذهبت فداء للوطن. ليست دعوتي هنا لايقاظ الضمائر ولا أحياء ذكرى المحاربين القدامى أنما استلهام الوعي الأدراكي ومعرفة حقيقة التواطىء بين الأعلام والسينما وسياسات دول لها مصلحة الإحتلال الفكري على سبيل الإرضاء. لأن مفعوله يدوم ويدوم أكثر من فعالية موسيقى الروك وحركة الهبيز التي كانت لها عظيم الأثر في أوربا وأمريكا. الهاء الجيل الشاب عما يحدث من ويلات حروب في الشرق الأوسط والإبتعاد بعقولهم عما يدور في مخيلات جنرالات الحروب. الفرق بين الحرب بالسلاح والحرب بالأعلام ليس بكبير. الا أن إجادة استخدام الأعلام كسلاح من الدهاء ايضا وتسميم الأفكار برؤى كتابية أو بصرية يعد هدف إستراتيجي.
وكل الكلمات التي في مقالي هذا ليست جنود على جبهة دفاع. أن أتحدث عن الأدراك ولست بحاجة الي مراجعة كتاب بروتوكولات صهيون. فقط أذكر كل من يقرأ الأن نحن نعيش في ظل اي بروتوكول.

التذكير بالهوية مهم جدا أنها الخط الأول في الدفاع. فهي الحاضن لما تختزنه الأمة في وجدانها من مواريث تراكمت وترسخت عبر عقب تاريخية ممتدة. أن المقصود بالمواريث هي مجموع الخصائص الدينية والتاريخية واللغوية والنفسية التي تؤدي إلى الفصل بشكل حاسم بين جماعة من الناس وأخرى، والتي تشكل مجتمعة شخصية الأمة. وتنتج هذه الخصائص عن عاملين رئيسيين: الأول، داخلي يتمثل في تقاليد ومواريث. والثاني، يعكس تفاعل الأمة مع وضع عالمي فوار متغير، مفرزا موجات ثقافية متعددة ونماذج حضارية مختلفة، ينتج عنها ردود أفعال ذاتية تفرض التعامل بخصوصية مع تلك التقاليد، مانحة إياها هوية جديدة.

في إعتقادي حصة التاريخ والدين أحلى مذاقا لفتى الثانوية الذي يلهث راكضا بعد قفزه من على سور أحد المدارس الحكومية ليلحق هو ورفاقه بفيلم اللمبي. وفي مشهد هزلي تقف مذيعة القناه الثالثة لتسأل الطالب الفار من المدرسة وفي الخلفية السور المدرسي المحطم " أنت بتزوغوا ليه من المدرسة" ويرد الفارين جايلك يالمبي جايلك يالمبي. ولأن الأدراك لايأتي الا بعد التعلم والذاكرة التي لم تسجل بيانات الهوية.
سنحصل على اجساد بعقول العصافير وهو المطلوب أثباته ولو كان ماسبق أحداث فيلم تسجيلي وانا أمثل دور الراوي فسوف تجدني أربت على كتف المذيعة وسألها وانا أرتدي القميص اللبني الخاص بالثانوي "ما الفرق بين اللينبي واللمبي؟" فردت عليا الأتنين محمد سعد وغمزت بعيناها واستقلت سيارة التلفزيون مغادرة الي ماسبيرو وتركتني أضحك كثيرا وسط عفراء الراكدين هربا من الثانوية.
وتصعد الكاميرا هاي أنجل شوت بإستخدام الكرين وصوت مذيع ال BBC على التتر
قائلا واحتلت القوات الإنجليزية القدس 1917 بقيادة الجنرال اللينبي الذي أعلن "انتهت اليوم حلقة الحروب الصليبية".
1924احتل الجنرال اللينبي القدس ويعلن الحماية البريطانية عليها وفى عام 1929 بدء ثورة البراق بعد هجوم اليهود على حاط البراق. عندما دخل الجنرال اللينبي القدس رُفعت الأعلام البريطانية والفرنسية والايطالية على بوابات وأسوار القدس ، ولم يرفع أي علم عربي.
كات

هناك تعليق واحد:

Rain_Drops يقول...

لك عندي قصة أندلسية ستعجبك كثيرا
ضيف ايميلي و أنا أرسلها لك