ومع تنامي المطالبات الوطنية باستقلال مصر وإنهاء الاحتلال البريطاني تزايدت المطالبة أيضاً بإنشاء مسرح قومي حتى جاء 1921م لافتتاح المسرح القومي بأربع مسرحيات دفعة واحدة بمعدل يومين لكل مسرحية.
سألتني صديقتي الألمانية عن أسم هذا المكان فقلت لها هذه العتبه وهذا هو المسرح القومي. كنت أجيبها وعيناي معلقتان بالمسرح القومي كان هذا صباح باكر الأربعاء الماضي حينما كنت ذاهب للسحور في الأزهر والحسين. ياخساره ملحقتش أتفرج على الإسكافي :(
الملفت للنظر أن ألسنة نيران غامضة تلتهم كل ما له علاقة بتارخ وثقافة في العصر الحديث. الا يكفي فقدان الهوية الذي نعيش فيه كمصرين بل الأمر أيضا وصل الي أن ماتبقى من أرث تاريخي أو ثقافي مصري أصبح موشكا على الأحتراق. أخشى من فقدان الأرث ونظل بدون أصل لأن أهمالنا جميعا نار تأكل كل شيء لم يعد له قيمة! بعد التشكك في الهوية. أنا خايف على الجيل الجديد ميقولش أنا مصري وأبويا مصري ..عشان حيترد عليه بأمارة أيه مصري .. ويتقاله أنت لسه مصري .. ويعني أيه مصري ..
لما المسرح يتحرق يبقى أحزان العامة مش حتتبدد. تقدر تقولي أزاي ننسى أحزانا. ده لما أنتهى الأحتلال البريطاني فرح الشعب باول عرض في تياترو الأزبكية. شكل أحزانا حترجع تاني.. ياترى مين يقدر المسرح القومي ! أهو كلو أتحرق !! .. والإسكافي لم يعد ملكا لأن عرشه أتحرق .. شكل الإسكافي عمره ماحيبقى ملك بعد كده لان حلم اليقظة اللي بيتحقق على خشبة المسرح في عقول البسطاء قابل للأشتعال!!
وعرفت مصر فن المسرح منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر عن طريق التفاعل مع أوروبا، وكذلك تطوير الأشكال المسرحية الشعبية التي عرفتها مصر قبل هذا التاريخ .ودخل المسرح الحديث مصر مع الحملة الفرنسية على مصر عام 1789 بقيادة نابليون بونابرت فتكونت فرقة "الكوميدي فرانسيز" وفي عام 1869 شيد الخديوي إسماعيل المسرح الكوميدي الفرنسي ودار الأوبرا، وأعدهما لاستقبال الوفود المشتركة في الاحتفالات الأسطورية التي أقامها لضيوفه بمناسبة افتتاح قناة السويس، كما شيد الخديوي في تلك الفترة مسرحا ً أخر في الطرف الجنوبي من حديقة الأزبكية المطل على ميدان العتبة عام 1870 ، وعلى هذا المسرح ولد أول مسرح وطني، وشهد هذا المسرح عام 1885 م أول موسم مسرحي لفرقة ابو خليل القباني بالقاهرة، كما قدمت فرقة اسكندر فرح وبطلها سلامة حجازي أشهر أعمالها على نفس المسرح من العام 1891 إلى 1905، وكان عام 1905 هو أول موسم لفرقة الشيخ سلامة حجازي على تياترو الازبكية .