الجمعة، 3 أكتوبر 2008

أصحاب العقول ليسوا في راحة

عندما تجد أحدهم وأنت تسير في الطريق يحدث نفسه بصوت عال وأنت متأكد أن سماعة البلوتوث ليست في أذنه وهو من هيأته شخص مثقف ومتعلم فأحمد ربك وأشكره كثيرا. أذ أن نعمة العقل عندما يهبها الله للإنسان ويسرف في إستخدامها ويفكر في الفارغة و المليانه فقد أفرط في إستخدام عقله. لأن الله جعل للعقل الباطن حدود فلك الحرية وتنعم بنعمة ربك عليك أن لم تستطيع أن تحقق ما تشتهيه نفسك في الواقع فسوف تستطيع في الحلم لأن العقل الباطن في وقت النوم مليء بكل ما تحب وتريد ومالا تستطيع أن تفعل وأن كنت نائم وعقلك نائم فعقلك الباطن يقظ دائما. لأن أحلامك لاتنام وعندما تسرح كثيرا وأنت في العمل أو وسط أصحابك أو وسط أسرتك ونناديك ولاتجب فنحن نستدعيك من حلم اليقظة. وحينما يزيد صياح عقلك الباطن وتأرقك أحلامك التي لن تستطيع أن تحققها في منامك لأنك مش عارف تنام لا حول ولا قوة الا بالله ومش عارف تحلم حلم اليقظة لأن الزمن غير الزمن وايقاع الحياة سريعة يتطلب الأداء السريع. فلا مفر عندما نجدك تحدث نفسك وانت تمشي في الشارع وحدك وتسب وتلعن فلان وتحكي عن ما أصابك من غدر صديقك ولن تنسى حبيبتك التي باعتك على قارعة الطريق ولن تنسى ايضا اباك الذي لم يهب لك شقه لكي تتزوج وتذكر أيضا البواب الذي لم يغسل السلم مع أنك احضرت له أدوات التنظيف كاملة هذا بالإضافة الي خوازيق الشغل ومتاريس البيت ولأنك مش لاقي مكان في الدنيا تصرخ فيه ألما فسوف تصرخ في الشارع وأنت ترتدي أزهى ثيابك وليست ذقنك طويلة ومش محتاج أتنين جنيه. والناس حتشوفك في الشارع وتقول لاحول ولا قوة الا بالله. الجدع عقلوا راح!! المشكلة أن لسه سنك صغير شاب شعرك مش أبيض في زمن يشيب فيه شعر الولدان والحي يتمنى مكان الميت يموت فيه تحت الأرض ويقوله ماتبدل.

في مصر ضربنا كف على كف وقولنا الجدع عقله طار ربنا يعوض أهله بالصبر.
في أوربا والبلاد المتقدمة عرفوا المشكلة من بدري وحلوها لأن عندهم نفسية البني أدم أهم شيء. كل ويك اند كل الناس اللي عندها مشاكل نفسية أو إجتماعية يتقابلوا من الجنسين في حلقة من الكراسي كل واحد يحكي عن نفسه والناس تقترح عليه الحل وكمان يسقفوا له عشان شجاعته النفسية أنه قدر يواجه نفسه بمشاكله وفي اخر الجلسة يقوموا يحضنوا بعض عشان محتاجين الأحضان اللي بتخلي الإنسان يشعر بالسعاده.
أنا لو شفتك في الشارع كده (بتكلم نفسك) وأتمنى أن أعرفك من قريب أو بعيد أول حاجه حقولهالك أهدى ومتفكرش كتير وتوكل على الله محدش بيموت ناقص عمر وكله تكفير سيئات وكله في ميزان حسناتك ومش حسيبك الا ما نشرب شاي بالنعناع عند عم عبده في وسط البلد وأحنا بنسمع ثومه يمكن تنسى.
صدقني لو لقيت صاحبك جارك أو أي حد بيكلم نفسه بصوت مسموع ممكن تساعده بكلمة بإبتسامة . ماشي في الشارع أو راكب مواصلات أو في الشغل أو في البيت لو كان قريبك أحضنه وطب طب عليه ولو كان غريب عنك انصحه وهدي من غمه وكربه وسأله أزاي تساعده.
لو مصري حقيقي أفتكر لما تشوف بنفسك في الشارع أنهم عايزينك تبقى كده متفكرش في بلدك وتبقى ميت في مشاكلك وسجين دنيتك ومش عارف تهرب فين وملكش حد يساعدك. عايزينك لوحدك مهموم ومغموم ومكتئب عايزينك مجنون عايزينك مش مرتاح ومتعذب ديما.
هما مين اللي عايزينك دول !! ... أنا نفسي بكلم نفسي بس هنا في المدونة ومعرفش هما مين دول !! .. أسأل عم عبده هو اللي عارف !

اللهم أني أعوذ بك من الهم والحزن.اللهم لا تجعل الدنيا همنا.

أجمل إهداء لأجمل بني أدم يساعد أخوه البني أدم المهموم في الشارع.
صعبان عليا يا غالي لعمرو دياب.

هناك تعليقان (2):

شيماء الجمال يقول...

عارف ..أنا كمان بقيت أكلم نفسي و أعيش في الخيااااااااااااااااال :(

أحمد سراج يقول...

في ناس مش لاقيه حد تتكلم معاه!
الناس دول عايشين مع أهلهم!
دي ظاهرة اجتماعية خطيرة..